Conte 12 = القصة 12


عادل و الغزال


كان الفتى
عادل الصغير فوق حصانه يطارد غزاله في ذلك الخلاء البعيد. كانت غزالة جميلة تركض بسرعة حتى لا يكاد يلحق بها الحصان الذي كان يركض خلفها بسرعة.
وكان الطريق طويلا، وكان الفتى لا يعلم أين هو، فقد ابتعد كثيرا عن الأصدقاء، والماء أصبح قليلا، وكذلك الطعام، والشمس في السماء لمّا تغب.
وسرعان ما تغير لون السماء إلى اللون الرمادي ثم الاسود .. فأرعدت، وأبرقت، ونزل المطر ينهمر بشدة، فضاعت معالم الطريق أمام عادل الذي قال في نفسه :
أين أنا ياترى ؟ وماذا سيكون مصيري في هذه الليلة الماطرة ؟ وقد كنت أود العودة، ولكنني أريد أن ألحق بهذه الغزالة مهما كان الأمر فكأنني وقعت في الفخ وعليّ أن أكون شجاعا، ويجب ألاّ أبكي وقد تعلمت ألا أخاف إلا الله، وصعد الى الجبل، ووجد صخرة ..
فدخل تحتها وبجانبه حصانه، واحتميا بالصخرة من ذلك المطر الشديد المنهمر، وبينما هو في ذلك المأزق الحرج سمع صوت الذئاب وهي تعوي، وتقترب منه لتفترسه وتأكله وكان عليه أن يفكر كيف يترك المكان ؟
 ويتخلص من الذئاب المتوحشة ليفر هاربا، ولكنه أسرع وأشعل عود الثقاب في حزمة من الحطب والأغصان الجافة، وأوقد نارا عالية لأن الذئاب تخاف النار فهربت جميعا، وابتعدت عن الحصان وفجأة قفز عادل الى صخرة بعيدة وظل مختفيا خلفها، وماهي الا لحظات حتى رأى من بعيد كلبه الأمين يجري ومعه الحصان واشتد خوف الذئاب فهربت إلى أن اختفت.
تقدم الكلب الوفي لصديقه الذي ظل يبحث عنه وصعد عادل على ظهر حصانه مرة أخرى وظهر الغزال مرة أخرى فطارده عادل، وفجأة تعثر الغزال واستطاع عادل أن يمسك به .. بعد رحلة محفوفة بالخطر.

" لا يجب أن نغامر من أجل أشياء ثانوية فحريتنا وحياتنا أفضل من هوى نفس "


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire