Conte 13 = القصة 13


رد الجميل


كان سامي يحب أن يصنع المعروف مع كل الناس، ولايفرق بين الغريب والقريب فــي معاملته الانسانية .. فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنة.
فعندما ذهب الى منزله تجده رغم عمره الذي الصغير لا يتجاوز الحادية عشرة .. يستقبلك بحرارة، وكأنه يعرفك من زمن طويل .. فيقول أجمل الكلام ويستقبلك أحسن استقبال وكان الفتى يرى في نفسه أن عليه واجبات كثيرة نحو مجتمعه وأهله ومحيطه الذي يعيش فيه، وعليه أن يقدم كل طيب ومفيد. ولن ينسى ذلك الموقف العظيم الذي جعل الجميع ينظرون اليه نظرة إكبار .. ففي يوم رأى سامي كلبا يلهث من التعب بجوار منزلهم.
فلم يرض أن يتركه وحده فقدم له الطعام والشراب وظل سامي يفعل هذا كل يوم، حتى شعر بأن الكلب الصغير قد شفيّ، وبدأ جسمه يكبر، وتعود اليه الصحة.
ثم تركه الى حال سبيله, فهو سعيد بما قدمه من خدمة إنسانية لهذا الحيوان الذي لم يؤذ أحدا ولا يستطيع أن يتكلم ويشكو سبب نحوله وضعفه.
وكان سامي يربي الدجاج في مزرعة أبيه ويهتم به ويشرف على إطعامه ورعايته وكانت في نفس الوقت تسلية بريئة له فذات يوم إنطلقت الدجاج بعيدا عن القفص اذ بصوت هائل مرعب يدوي في أنحاء القرية وقد أفزع الناس.
حتى أن سامي نفسه بدأ يتراجع ويجري الى المنزل ليخبر والده.
وتجمعت الأسرة أمام النافذة التي تطل على المزرعة .. وشاهدوا ذئبا ضخم البنية، وهو يحاول أن يمسك بالدجاج و يركض خلفها، وهي تفر خائفة مفزعة, فجأة .. ظهر ذلك الكلب الذي كان سامي قد أحسن اليه في يوم من الأيام .. و هجم على الذئب وقامت بينهما معركة حامية .. الى ان هرب الذئب، وظل الكلب الوفي يلاحقه حتى طرده من القرية وأخذ سامي يتذكر ما فعله مع الكلب الصغير وهاهو اليوم يعود ليرد إليه الجميل الذي صنع معه ذات يوم، وعرف سامي أن من كان قد صنع خيرا فإن ذلك لن يضيع، ونزل سامي الى مزرعته، وشكر الكلب على صنيعه وذلك بأن قدم له قطعة لحم كبيرة كجائزة له على ما صنعه ثم نظر الى الدجاج، فوجدها فرحانة تلعب مع بعضها وكأنها في حفلة عيد جميلة.


" إصنع المعروف ونساه, سيأتي اليوم لتجد فضله عليك "



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire